ضَوْء
عِنَدَمّا يَكُوْن الْهَم
كَالْوَحْش الْهَائِج الْجَائِع
يَلْتَهِم كُل شَيْء يَرَاه
فَتَرَى طِفْلَا لَم يَكْتَرِث بِه
وَيَلْعَب مَع إِنَّه أَدْرِى الْنَّاس
بِوُجُوْدِه خَلْفِه تَرَى
هُنَاك ضَوْءَا
ضَوْءْ
عِنَدَمّا تُجْرَحُ جُرْحَا غَزِيْرَا
لاتَلِئِمِهُ الْأَيَّامِ
وَخُصُوْصَا مِنْ أَعَزَّ
الْنَّاسِ إِلَيَّـكُ
تَرَىَ هُنَاكَ شَخْصَا قَادِمٌ
مِنْ بُعَيْـدَ
يُلَوِّحُ لَكِـ وَيَقُوْلُ لَاتَخَفْ
فَاعْلَمْ هُوَ مِنْ سَيُبَرِّئُ جُرْحُكَ
فَاعْلَمْ إِنَّ هُنَاكَ ضَوْءَا
ضَوْءْ
عِنَدَمّا تَرَىَ نَفْسَكَ فِيْ
ظَلَامِ دَامِسٍ تَرَىَ
يَدَيْكَ حَتَّىَ تَتَأَكَّدَ مِنْ شِدَّةِ
الُظَـلَامَ
فَاعْلَمْ إِنَّ هُنَاكَ شَيْءٌ
مُتَنَاقِضٌ بِحَيَاتِكَ
وَالْأَحْرَى إِنَّهُ
فِيْ دِيْنِكَ
فَنُوَرٌ قَلْبِكَ بِالْتَّوْبَةِ
وَالإِيْمَـانّ
فَاعْلَمْ إِنَّ
هُنَّـاكَ ضَوْءَا
ضَوْءْ
عِنَدَمّا تَرَىَ الْزَّمَنِ
يَسْتَهْزِئُ وَيُسَخِّرُ مِنْكَ
وَيَقُوْلُ أَنَّكَ شَخْصٌ تَافِهٍ
لَاتَهْتَمْ لَهُ إِنَّ الْرَّسُوْلَ
أَعْظَمُ مِنْكَ فَقَدْ حَاوَلُوا قَتَلَهُ
وَشَتَمُوهُ حَتَّىَ مِنْ جَارِهِ لَمْ يَسْلَمْ
فَحَقِّقْ طَمَوْحَكَ وَاعْلَمْ إِنَّ
هُنَاكَ ضَوْءَا
ضَوْءْ
عِنَدَمّا تُغْلَقَ الْأَبْوَابُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
فَلَا يَكُوْنُ لَدَيْكَ مَكَانَ
فَافْتَحْ بِنَفْسِكَ بَابُ
فَيُفْتَحُ لَكِ أَلْفَ بَابٍ
وَأَفْضَلُ بَابُ هُوَ
الْعَـلِـمْ
وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ
اعْلَمْ إِنَّ هُنَاكَ ضَوْءَا
ضَوْءْ
عِنَدَمّا يَذْهَبَ تَعْبُكِ سُدّا
كَمُرُوْرِ الْرِّيَاحَ
فَلَا تُطّبِّعَ عَلَىَ وَجْهِكَ أَدْنَىَ إِهْتِمَامِ
فَهُنَاكَ دَائِمَا مِنْ هُوَ مُعْجَبٌ بِكِ !
بِإِسْتِمْرَارَكِ عَلَىَ مَاتُرِيْدُ
فَهُنَاكَ ضَوْءَا
ضَوْءْ
عِنَدَمّا تَشْعُرُ بِإَبْدَاعِ دَاخِلَكْ
وَلَاتَعْرِفُ كَيْفَ تَسْتَخْرِجَهُ
فَاعْلَمْ إِنَّ لِكُلِّ مُبْدِعْ بِدَايَّةِ
مِثْلَـكُ
فَلَا تَيُأَسُ
وَاسْتَمَرَّ بِإِبْدَاعِكَ
فَسَتَرَى نَفْسَكَ مِنَ يَتَمَنَّىْ
أَنْ يَكُوْنَ مِثْلُكَ !
فَهُنَاكَ دَائِمَا ضَوْءُ
ضَوْءْ
عِنَدَمّا تَتَذَكَّرُ الْمَاضِيْ
بِذِكْرِّيَاتِهُ الشَّجِيّةَ وَالمُؤلِمّةً
وَيُعَكِّرُ عَلَيْكَ صَفْوَ الْحَاضِرِ
فَلَا تَذْكُرُهُ لِأَنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيْعَ
تَغْيِيْرِهِ لَكِنْ الْحَاضِرِ !
فَفَكِّرْ فِيْ مُسْتَقْبَلَكِ
وَتَعْلَمُ مِنْ تَجَارِبُكِ الْسَّابِقَةِ
فَهُنَاكَ دَائِمَا ضَوْءَ
ضَوْءْ
عِنَدَمّا يُعْصَرُ قَلْبِكَ
مِنَ الْهُمُوْمِ وَالْحُبُّ وَغَيْرِ ذَلِكَ
فَلَا تَجِدُ شَخْصٍ تَثِقْ فِيْهِ
فَاذْهَبْ إِلَىَ الْلَّهِ
لِأَنَّ الشَّكْوَىْ لِغَيْرِهِ مَذَلَّةٍ !
فَاقْرَأْ لَكِ قُرْآَنَ وَاذْكُرُهُ
يَطِيْبَ لِسَانُكِ بِهِ~
~|{مُخْرَجَ}|~
تُوَقَّدُ شَمْعَةً وَتُطْفِئُ شَمْعَةً
لَكِنْ يَبْقَىْ هُنَاكَ ضَوَءَامَابَقيّ الْزَّمَانِ وَالْمَكَانِ..