الْضَيَف الْمُنْتَظَر
بَعْد أَيَّام قَلْائِل سَيَأْتِي ضَيْف عَزِيْز لَيْس فِي الْسُّنَّة أَغْلَى مِنْه , ضَيْف لَطَالَمَا انْتَظَرْنَاه , ضَيْف كُلَّمَا مَر طَيْفُه أَشَنَقْنا إِلَيْه , قُلُوْبَنَا تَنْبُض بِلِقَائِه , وَأَكُفِّنَا تُصِافِحُه ,
وَأَعْيُنُنَا تَتَأَمَّل فِيْه وَتَكْتَحِل بِه , وَأَلِسنّتُنــا تُنَادِيْه ، وُأَفْوَاهُنَا عَسَى أَن تَلْهَج بِذِكْر الْلَّه فِيْه .
نَنْتَظِر رُؤْيَة هَلَالِه فــ ( الْلَّهُم أَهِلَّه عَلّيْنَا بِالْأَمْن وَالإِيْمَان وَالْسَّلامــة وَالْإِسْلَام ) . فَهُو هِلَالــ رُشْد وَخَيْر .
شَهْر تَتَنَزَّلــ فِيْه الْرَّحَمَات مِن رَّب الْأَرْض وَالْسَّمَاوَات فَنَسْتَبِق فِيْه لِفِعْل الْخَيْرَات , بِجَمِيْل الطَّاعَات , لْتَتَضَاعْف الْحَسَنَات , وَتُكَفِّر الْسَّيِّئَات وَالْخَطِيئَات .
خَيْرَات فَضْلِهَا عَظِيْم وَثَوَابِهَا جَزِيْلــ " وَالْسَّابِقُوْن الْسَّابِقُوْن " .
مِن تِلَاوَة كِتَاب الْلَّه سُبْحَانَه ... صَدَقَات .. إِفْطَار صَائِم .. تَوْبَة .. صَلَاة قِيَام ... أَمْر بِالْمَعْرُوْف وَنَهْي عَن الْمُنْكَر .. وَعُمْرَة تَعْدِلــ حُجَّة بِإِذْن الْلَّه , وَغَيْرِهَا مِن الْصَّالِحَات .
وَبَعْدَهَا يَنْتَصِف الْشَّهْر ,, فَيَذْهَب هِلَال رَمَضَان وَيَأْتِي بَدْرَه .
فَنَتَيَقَّن أَن الْضَّيْف يَسْتَعِد لِيُوَدعَنــا , وَيَشْتَد الْحَزَن فِي نُفُوْسِنَا لِفِرَاقِه ,, إِلَا أَنَّه ضَيْف وَدُوْد .. يَمْسَح دُمُوْعَنَا بِأكفَّه الْرَّحِيْمَة ,, حِيْن يُذَكِّرُنَا بِالْسَّعْي إِلَى الْخَيْرَات
وَيَدْعُو لَنَا بِأَن نَّكُوْن مِن عُتَقَائِه مِن الْنَّار ، وَيُوَصَّيْنا بِالِاجْتِهَاد فِي آدَاء الْعِبَادَات وَخُصُوْصا لَيْلَة الْقَدْر .
وَقَد كَان الْمُصْطَفَى صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَقُوْل ( الْلَّهُم بَارِك لَنَا فِي رَجَب وَشَعْبَان وَبَلِّغْنَا رَمَضَان ).
فَيَا كُرَيِّم كَمَا بَارَكْت لَنَا فِي رَجَب وَشَعْبَان نَسْأَلُكــ الْلَّهُم أَن تَبْلُغَنَّا رَمَضَان عَلَى تَقْوَى مِنْك وَرِضْوَان ,, وَعَفْو وَعَافِيَة وَعِتْق مَن الْنِّيْرَان,, وَأَعِنَّا عَلَى صِيَامِه وَقِيَامِه ,,
وَتِلَاوَة كِتَابِك وَخِتامُه .
فَلــو نْعَلـم خَيْرِه لتَمِنِيْنا أَن تَكُوْن الْسَّنَة كُلُّهَا رَمَضَان .
وُفِّقْتُم لِكُلــ خَيْر وَدُمْتُم بِحِفْظ الْلَّه وَرِعَايَتِه