السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما اعتلى الخليفة المأمون عرش الخلافة سأل احد العلماء : هل يصح لمثلي أن يتعلم ؟ فأجاب العالم : والله يا امير المؤمنين لأن تموت طالبا للعلم خير من أن تموت قانعا بالجهل !!
للأسف الشديد فهذا حال الامة الاسلامية اليوم ..قانعة بالجهل وراضية بالهوان و باحثة عن ملذاتها ولاهية عن نصرة دينها وغارقة في اللهاث المريض خلف شهواتها ..إلا من رحم الله ..
أرى اهل الباطل يتعبون ويبذلون النفس و المال فداء لباطلهم و يجتهدون ايما اجتهاد لصونه و الدعوة اليه ونشره ..بينما اهل الحق يتباهون بأنهم خير امة اُخرجت للناس دون ان يتنبهوا الى شروط هذه الخيرية ..
نجح اهل الباطل في صرفنا عن نصرة ديننا تحت مسميات شتى " التسامح, التقريب بين الاديان , وحدة الصف " فبتنا نسمع عن قرى تنصرت و اخرى تشيعت ونحن نتابع كاننا غير مسؤولين عما يجري ..وإذا ارتفعت عقيرة بالشكوى و التنديد ترى في صفوف المسلمين من يعترض و يقول : نحن اخوة في الانسانية و كل الاديان تعبد نفس الاله مع اختلافات بسيطة !!! .. و الشيعة اخوة لنا في الدين دون أن يكلف نفسه عناء الاطلاع على حقيقة هذه الاخوة التي اراها نظيرة لاخوة قابيل و هابيل ..اخ يتحين الفرصة للفتك باخيه و اهدار دمه ..هذه حقيقة الشيعة ..اما القول بالاخوة فلا يقوله الا جاهل ..معتوه ..ساذج..
كيف ننصر الدين ونحن لا نكلف نفسنا مشقة الاطلاع عليه ..معرفة اصوله و الاجتهاد في الدفاع عنه ..البحث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكشف اباطيل الخصوم حولها ..؟
اعلم ان هناك رزمة من الاعذار و المبررات التي نُخفي داخلها عجزنا و جبننا و كسلنا ..لكني استغرب للنشاط الذي نُبديه اذا تعلق الامر بتافهة من توافه الدنيا ..
أذكرك اخي و اختي بالطائر ..أتدرون أي طائر؟
" وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك رقيبا "
بالله عليك كيف الحال لو فُتح كتاب احدنا فوجد فيه قائمة من اسماء المطربين و اللاعبين و عارضات الازياء ..ممن قضى العمر يلهج باسمائهم و يرصد احوالهم ويتتبع اخبار زيجاتهم وطلاقهم و المنتجعات التي يقضون بها اجازاتهم ..وبجانبها قائمة الاعذار التي كان يؤجل بها واجبه تجاه دينه وامته ورسالته !
يرى اهل العلم ان الحيوان هو الذي يقصر اهتمامه على نفسه واهله ..بما يعني ان همة الانسان ينبغي ان تستشرف المعالي ..
مع خالص احترامي.. لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد