لِمَاذَا كَان أَوَّل خِطَاب لِلْنَّبِي مُوْسَى انَّنِي أَنَا الْلَّه وَأُوْل خِطَاب لِنَبِيِّنَا مُحَمَّد "اقْرَأ"؟
يَقُوْل الْشَّيْخ عَبْدُالْحَمِيْد كُشْك رَحِمَه الْلَّه :
إِن أَوَّل كَلِمَة خَاطَب الْلَّه تَعَالَى بِهَا مُوْسَى عَلَيْه الْسَّلَام هِي (( يَا مُوْسَى إِنِّي أَنَا رَبُّك )) و (( إِنَّنِي أَنَا الْلَّه لَا إِلَه إِلَّا أَنَا )) وَإِن أَوَّل كَلِمَة خُوْطِب بِهَا الْنَّبِي مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم هِي (( اقْرَأ ))
فَلِمَاذَا اخْتَلَف الْخَطَّاب مَع كُل وَاحِد مِنْهُمَا,, بِغَض الْنَّظَر عَن أَن خِطَاب مُوْسَى كَان مُبَاشِرا مِن الْلَّه تَعَالَى وَأَن الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم كَان بِوَاسِطَة الْوَحْي فَالْكَلَام كُلُّه مِن عِنْد الْلَّه سَوَاء كَان كَلَامَا مُبَاشِرا مِن الْلَّه إِلَى الْعَبْد كَمَا فِي حَالَة مُوْسَى عَلَيْه الْسَّلَام أَو كَان وَحْيا كَمَا فِي حَالَة الْنَّبِي مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
فَأَجَاب الْشَّيْخ قَائِلَا :
اعْلَم أَن مُوْسَى عَلَيْه الْسَّلَام كَان مُرْسَلا ًإلى طَاغِيَة يَقُوْل أَنَا رَبُّكُم الْأَعْلَى و مَا عَلِمْت لَكُم مِن إِلَه غَيْرِي فَاقْتَضَت حِكْمَة الْعَزِيْز الْحَكِيْم أَن يُعْرَف مُوْسَى عَلَيْه الْسَّلَام أَن مِن يُكَلِّمَه هُو الْلَّه وَأَن مَا دُوْنَه هُو الْبَاطِل أَي فِرْعَوْن وَذَلِك حَتَّى يُثَبِّتَه وَيَزْدَاد يَقِيْنُه
أَمَّا الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فَإِن الْلَّه مُرْسِلِه إِلَى قَوْم نَبَغُوا فِي الْبَلَاغَة وَقَرَض الْشِعَر فَكَان جَدِيْرا بِه أَن يُرْسَل إِلَيْه الْمَلَك يَقُوْل لَه (( اقْرَأ ))
رَحِم الْلَّه الشَّيْخ عَبْدُالْحَمِيْد كُشْك وَجَزَاه خَيْرَا عَمَّا قَدَمِه لِلْإِسْلام وَالْمُسْلِمِيِن