وَأَقْبَلَت يَا رَمَضَان
وَأَقْبَلَت يَا رَمَضَان
تَسْتَحِث النُّفُوس الَّتِي أَسَنَّت أَن تَغَيَّر سَوَادِهَا بَيَاضَا نَاصِعَا يُنَفِّذ مِنْه
كُل خَيْر فَتَرْسُم لِلْطُّهْر وَالْطَّهَارَة أَجْمَل صُوْرَة فِي نَفْس أَظْلَمَت ..
أَقْبَلَت يَاشَهْر الْخَيْر
تَهُب نَسَائِم الْشَّوْق لِتُحَرِّك قَلْبِا إِلَى ذِي الْعَرْش فَتَتَعَالَى رُوْحُه
عَن رُكَام دُنْيَا فَانِيَة
أَقْبَلَت يَارَمَضَان
لَتَأْخُذ بِيَد كُل تَائِه فَتَرُشُدِه الْطَّرِيْق أَن امْضِي مِن هَاهُنَا حَيْث سَبَقَك الْصَّحْب
أَقْبَلَت يَاشَهْر الْخَيْر
لَتَقُوْل لِدُنْيَانَا أَن تُوَقِّفِي فِي نُفُوْسِنَا ..ولْهُمُوْمْنا..أَن تَبَاعَدِي وَتَوَحَّدِي
بِالْهَم الْأَكْبَر رِضَا رَبِّنَا وَامْلَئِي صَحَائِف أَيَّامُك بِيَض أَقْوَال وَأَعْمَال..وَاحْمِلِي قُلُوْبَا طَال رُقَادَهَا
عَلَى جَنَاح طَيْر لِتَعْلُو عَن سُفُوْل بَل وَاحْمِلَيُّهَا عَلَى هَام سَحَاب لِتَعْتَلِي وَتَعْتَلِي وَتَرَى دُنْيَاهَا
بِعَيْن عَبْد فَر إِلَى مَوْلَاه..
أَقْبَلَت يَاشَهْر الْمَحَبَّة
لِتَطَرَّق عَلَى قُلَوَبِنَا طُرُقَا يَفُوْح مِن عَبِيْر الْشَّوْق فَمَع كُل طُرْقَة يَزْدَاد شَوْقَنَا وَمَع كُل خَفْقَة تَعْلُو
نُفُوْسَنَا وَمَع كُل نَسَمَة تَتَرَحَّل أَرْوَاحُنَا بَعِيْدَا عَن قَيْد ..لِتَحُط أَجْنِحَة الْشَّوْق فِي جَنَّات عَدْن
فَيَالَذَّة الْبَقَاء..وِيَالِذّة نَالَهَا الْوَاصِلِيْن!!
أَقْبَلَت يَارَمَضَان..
لِتُشْرِق نَفْسِي مَع صَبَاح يَوْمِي..
لأُعَاهَد نَفْسِي
أَن أُبِّرَمِي مِيْثَاق قُوَّة
وَاعْتَلَي صَرَّح أَمَل
وَاصْعَدِي قِمَّة جَبَل
وَحَدِّثِي لَيَالِيْك بِحَدِيْث الْأَسْحَار الْزَّكِي
وَابْعَثِي رَسَائِل شَوْق وَانْكِسَار
وَاسْلِكِي سَبِيِل الْخَائِفِيْن الْمُحِبِّيْن
وَكُوْنِّي مِن أَوْلِيَائِه
فَلَعَل مِدَاد رَحْمَة
وَقَضَاء حِكْمَة
يُخْرِجُك
مِن ضِيْق الْدُّنْيَا
إِلَى سَعَة الْآَخِرَة
((فِي مَقْعَد صِدْق ٍ عِنْد مَلِيْك مُّقْتَدِر))